أكد أكاديميون ومختصون على أن الآثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تركها الحصار المستمر منذ نحو خمسة أعوام على اهالى القطاع إضافة للآثار النفسية المدمرة التي تركتها الحرب الأخيرة على أطفال غزة أثرت سلبا وبشكل واضح على التحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة الابتدائية .
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نفذه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ضمن برنامج أسريات وحمل عنوان "ضعف التحصيل الدراسي " وحضره كوكبة من أساتذة الجامعات و المعلمين وأولياء الأمور وبعض طالبات المدارس .
وأشار خليل فارس مدير مركز بناة الغد خلال كلمته الافتتاحية أن اليوم الدراسي يأتي في إطار تعزيز العلاقة مع الشركاء في العملية التعليمية (أولياء أمور ،طلاب ، معلمين ، ومختصين في المجال التربوي ).
وأكد فارس أن البرنامج يتحسس الإشكاليات التي تعانى منها الأمهات وفئاتنا المستهدفة على الصعيد الاجتماعي والنفسي والتعليمي.
وافتتح اليوم الدراسي بعرض ريبورتاج تلفزيوني أعده المكتب الاعلامى لجمعية الثقافة والفكر الحر استوضح من خلاله الآراء المختلفة لطلاب ومعلمين وأولياء أمور عن أسباب تدنى مستوى التحصيل الدراسي واقتراحات لمعالجة المشكلة .
وأدارت النقاش الأستاذة وصال جودة مسئولة قسم الدعم الاجتماعي فى مركز بناة الغد والمشرفة على البرنامج والتي رحبت بالضيوف وشكرت اهتمامهم ومجهودهم ،وأكدت أن الكثير من الأسر أصبحت تعانى من تدنى مستوى أبنائهم الدراسي ،الأمر الذي استدعى تشريح المشكلة مع المختصين لمحاولة إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة التي تأخذ منحيا تصاعديا .
وناقشت ورقة العمل الأولى الذي أعدها الدكتور صلاح الناقة من الجامعة الإسلامية اثر الحصار على التحصيل الدراسي للطلاب حيث أكد خلالها أن الحصار الاسرائيلى على القطاع ترك أثار اجتماعية واقتصادية واجتماعية ونفسية أثرت بمجملها على البيئة السليمة للطلاب ،مشيرا إلى أن الأوضاع السياسية التي مر بها القطاع خلال الخمس سنوات الماضية من حصار وحر ب وانقسام أثرت حسب الأرقام والإحصائيات بشكل واضح على تدنى مستوى التحصيل الدراسي للطلاب
فيما ناقشت ورقة العمل الثانية التي أعدها الأستاذ عصام مقداد من برنامج التربية والتعليم –وكالة الغوث - دور المدرسة في رفع التحصيل لدى الطلاب "حيث تطرق خلالها إلى بعض السلبيات المتعلقة بالبيئة المدرسية ومن أهمها: إهمال الطالب وعدم تفعيله في الحصة والأنشطة ،وعدم التنويع فى أساليب التعليم ،وسوء معاملة المعلم للطالب ،ومشاكل الطلاب معا وعدم توفر بيئة مدرسية آمنة ومشجعة .
كما تطرقت ورقة العمل إلى المشاكل الاجتماعية والأسرية وأثرها على التحصيل الدراسي .
وأشارت ورقة العمل إلى الدور الذي يمكن أن تضطلع به المدرسة لرفع مستوى التحصيل الدراسي حيث أكدت على أهمية بناء خطة العلاج بالتكامل بين المدرسة والأسرة والطالب نفسه من خلال عمل كراسة معالجة .
فيما تناولت ورقة العمل الثالثة التي أعدتها الدكتورة عطاف أبو غالى من جامعة الأقصى "آليات التدخل لرفع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب " مركزة على تفعيل دور الأمهات لرفع التحصيل الدراسي لأبنائهن .
حيث أكدت الدكتورة خلال بحثها على ضرورة مشاركة الوالدين المدرسة في تحديد نقاط الضعف لدى أبنائهم،ومعرفة المشكلات الدراسية، كذلك أهمية مساندة الأب للام من خلال متابعة الأبناء داخل وخارج المنزل والعمل على تحفيزهم بما سينالونه بتفوقهم .
كما دعت الدكتورة الأمهات إلى ضرورة التحلي بالصبر مع الابن ضعيف التحصيل ،والاهتمام بالصحة النفسية والجسمية لأبنائها ،وتوفير البيئة الأسرية والدراسية الملائمة للتعلم .
فيما كان واضحا حرص الأمهات على حضور اليوم الدراسي حيث ناقشن بمسئولية المختصين حول أسباب تدنى مستوى التحصيل الدراسي لدى أبنائهم وأبدن ملاحظاتهن على ما ورد في أوراق العمل .
فيما أكدت بعض الأمهات على أن المناهج سبب من أسباب تراجع مستوى أبنائهم الدراسية حيث أنها محشوة بمواضيع لا تنمى قدرات الطلاب وبعضها معقد وممل ، فيما أكدت أخريات أن بعض المدرسين الغير مؤهلين وراء ذلك.
وكان للطالبات رأى أخر حيث أشارت بعضهن إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة عن استمرار الحصار والتي انعكست سلبا على البيئة السليمة للأسرة سببا من أسباب تدنى مستواهم الدراسي ،فيما أرجعت أخريات إلى أن المشاكل الأسرية بين الوالدين كان لها الدور الأهم في تراجع التحصيل الدراسي.
وخلص المشاركون في اليوم الدراسي إلى أن أسباب تدنى المستوى الدراسي يعود لتظافر مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والتعليمية تحتاج إلى الوقوف بمسئولية من قبل جميع أطراف العملية التعليمية (الوزارة ،المدرسة ، المعلم ) بداية من مراجعة بعض المناهج وتطويرها مرورا بتأهيل المعلمين وانتهاء باستحداث طرق شيقة وحديثة للتدريس كل ذلك بالتكامل مع الأسرة.