المئات من ممثلي العمل الأهلية يوقعون على مدونة سلوك المؤسسات الأهلية

وقع قرابة 400 من ممثلي مؤسسات العمل الأهلي، يوم الخميس، 28 شباط 2008، في رام الله وغزة، على "مدونة سلوك المؤسسات الأهلية"، والتي تعد ثمرة جهود بذلها الائتلاف الأهلي لمدونة السلوك، والذي يضم في عضويته الاتحاد العام الفلسطيني للجمعيات الخيرية، وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية الفلسطينية، والاتحاد الفلسطيني العام للمنظمات غير الحكومية - غزة.وتم التوقيع على المدونة خلال حفل عقده الائتلاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني برام الله، وقاعة فندق "كومودور" بغزة، بمشاركة المئات من أعضاء المؤسسات الأهلية. ومن الجدير بالذكر أن التوقيع على المدونة من قبل المؤسسات الأهلية الفلسطينية يأتي كبادرة حسن نية للالتزام بما ورد فيها من مبادئ ومعايير وطنية ومؤسساتية، وتطبيقها داخل كل مؤسسة خلال الفترة القادمة، وبما يمكن العمل الأهلي نفسه من إطلاق مبادرة ذاتية طوعية تهدف إلى تحسين واقع هذه المؤسسات وبيئة عملها.

وذكر عضو الائتلاف الدكتور علام جرار، أن التوقيع على المدونة مناسبة استثنائية، خاصة في ظل صعوبة الأوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.وقال جرار: نجتمع اليوم من أجل المدونة، مدونة الشفافية التي تتعلق بكرامة وحقوق الناس، والتي ترتكز إلى رؤية وطنية شاملة.وأفاد بأن المدونة نتاج جهود شارك فيها عدد كبير من المؤسسات الأهلية، وأنها تنطلق من مفهوم أن العمل الأهلي الفلسطيني جزء من التراث والواقع النضالي للشعب الفلسطيني.واستطرد: المدونة بمثابة إطار عام يشكل أرضية مهمة لتكريس مجموعة من المعايير بذلها الائتلاف الذي يضم في عضويته الاتحاد العام الفلسطيني للجمعيات الخيرية، وشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، والهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية الفلسطينية، والاتحاد الفلسطيني العام للمنظمات غير الحكومية في غزة الأخلاقية السامية، التي تحكم المؤسسات الأهلية وتلتزم بها بشكل طوعي لخدمة الصالح العام.وشدد على أن التوقيع على المدونة مناسبة لتجديد تأكيد أن المؤسسات الأهلية تعمل وفق أجندة وطنية، تلتزم بقضايا الناس.ورأى أن المدونة بمثابة نموذج فلسطيني للمنطقة العربية بأسرها، يعكس قدرة المؤسسات الأهلية رغم كافة الصعاب على بلورة رؤية متكاملة تحكم العمل الأهلي وتعززه.وخاطب مؤسسات المجتمع المدني الدولية قائلا: لنعمل سويا وفق أجندة تحدد أولوياتها من قبل الشعب الفلسطيني، لنعزز مبادئ الشراكة الحقيقية بين هذه المؤسسات، والمنظمات الأهلية الفلسطينية.وقال جرار: هذا اليوم مجرد انطلاقة لعملية شاملة وواسعة، يجب أن تطال كافة المؤسسات الأهلة في فلسطين.وأشاد ممثل الاتحاد العام الفلسطيني للجمعيات الخيرية، عرسان إبراهيم، بالمدونة، خاصة وأنها تؤكد على العديد من المبادئ الأساسية.وقال: لا بد من تهيئة البيئة التشريعية المناسبة لعمل مؤسسات المجتمع المدني في جو من الديمقراطية، والتأكيد على دور المواطن في بناء مجتمع العدالة والمساواة.وأضاف: يجب أن تتصف العلاقة بين المؤسسات الأهلية والقطاع الرسمي بالشراكة الفاعلة، كما ينبغي حشد كافة الطاقات في المجتمع للوصول إلى التنمية المستدامة.وقال: عمل المنظمات الأهلية يجب أن يكون بأعلى درجات الشفافية والأداء المؤسسي، لتعمل على إتاحة الفرصة للجميع للاطلاع على أعمالها، وبناء الثقة مع كافة القطاعات، كما يجب أن تتعامل بعناية مع مؤسسات التمويل الأجنبي.وحث المنظمات الأهلية على إيجاد مصادر دخل مستمر للحفاظ على استمراريتها، وتعزيز مبدأ العمل التطوعي داخلها.وختم بتأكيد أن المدونة ليست مفروضة على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية، بل تأكيد لالتزامها بتكريس الشفافية والنزاهة والمساءلة، خاصة وأنها تتناغم مع القانون الأساسي ووثيقة الاستقلال، وقانون الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية.

واستحضر ممثل الاتحاد الفلسطيني العام للمنظمات غير الحكومية، منذر الريس، في كلمة من القطاع، باستخدام تقنية "فيديو كونفرنس"، الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي غزة، بفعل الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية، معتبرا أن التوقيع على المدونة يشكل مناسبة هامة.وقال الريس: نجتمع اليوم لمناسبة عظيمة في تاريخ عمل المؤسسات الأهلية، إذ أن المدونة ستعمل على وضع حجر الأساس للعمل الأهلي الفلسطيني.وأضاف: إننا وعبر هذه المناسبة نعلن للعالم أن العمل الأهلي الفلسطيني وصل إلى أرقى درجات الشفافية، والنزاهة، والانضباط، وأنه ليس مجرد هواية.وقال: نحن اليوم نعلنها أمام الجميع أن العمل المؤسساتي في فلسطين هو عمل منضبط يحكمه القوانين الصادرة، بل وإننا لم نكتف كمؤسسات أهلية بذلك، بل أضافت جميع المؤسسات المشاركة اليوم في هذا الحفل الكريم ميثاق شرف، يعمل على ضبط العمل على أكمل وجه.وبين أن مدونة السلوك، ثمرة مناقشات مطولة شاركت فيها مئات المؤسسات الأهلية في الضفة وغزة.واعتبر ممثل الهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية، نصفت الخفش، أن المدونة تمثل خطوة مهمة في تاريخ العمل الأهلي في الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أنها حصيلة نقاشات امتدت على مدار عامين.وذكر أن كافة المؤسسات الأهلية مطالبة بالالتزام بالمدونة، لدورها في النهوض بالعمل الأهلي في فلسطين.وقال: كل مبادئ المدونة تم تدارسها مع مجموعة كبيرة من المؤسسات الأهلية، وبالتالي فهي خطوة متقدمة لتطوير العمل الأهلي، عدا أنها ركيزة يعتمد عليها لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد. من ناحيته، اعتبر ممثل شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، عصام العاروري، أن المدونة خطوة مميزة في مسيرة الشعب الفلسطيني، لافتا أنها تجسد التزاما ذاتيا طوعيا وأخلاقيا من قبل المؤسسات الأهلية، باعتبار نفسها مساءلة من قبل الجمهور.وأشار إلى أن هذا الحدث يتزامن مع تواصل الاعتداءات بحق المؤسسات الأهلية، سواء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو جهات فلسطينية، مشيرا إلى ضرورة وضع حد لكافة هذه الاعتداءات، وإلغاء المرسوم الرئاسي الصادر خلال العشرين من حزيران الماضي، والذي تم بالاستناد إليه إغلاق أكثر من 100 من مؤسسة وجمعية أهلية.وقال: المدونة محطة في طريق طويل معقد، ومتشابك على مؤسسات العمل الأهلي السير فيه.وأكد أهمية ضمان تنفيذ المدونة والتزام كافة المؤسسات الأهلية بها، موضحا أن الشبكة ستعمل على تطوير نظام خاص، يجعل التوقيع على المدونة والالتزام بها، أحد شروط العضوية فيها.واعتبر مدير مركز تطوير المؤسسات الأهلية، غسان كسابرة، التوقيع على المدونة حدثا فريدا واستثنائيا، وحصيلة جهود أشرفت عليها الجهات الأربع المنضوية في الائتلاف.وقال كسابرة: عملت هذه الشبكات من خلال الائتلاف الأهلي على تطوير المدونة، لتكون دليلا لأنشطة وأعمال قطاع المؤسسات الأهلية، ولتضع المعايير والإرشادات المهنية والأخلاقية والإدارية التي تجسد القيم والمبادئ التي تمثل أساس المجتمع المدني الفلسطيني. وتابع: لقد تم تحديد هذه القيم بعد التشاور على مدار عامين مع أكثر من 500 مؤسسة أهلية وتسجيلها في مدونة السلوك، والتي تشدد على عدم التمييز، والمساءلة والشفافية والحاكمية والمشاركة.

وقال: تمكن مدونة السلوك المؤسسات الأهلية من تقديم خدمات أفضل، وأكثر استجابة لحاجات المجتمع، وذلك من خلال دفع التطور التنظيمي لهذه المؤسسات.وأضاف: من خلال برنامج التطوير القطاعي، يساعد المركز على تطوير المؤسسات الأهلية في مجال ممارسة قيم ومعايير عالية في عملياتها اليومية، من خلال التدريب أثناء العمل، والتدريب الإشرافي وتمارين التعلم، كما يعمد المركز إلى صياغة وتوزيع إرشادات وأدلة (حقيبة مصادر) تمكن المؤسسات الأهلية من تطبيق مدونة السلوك في جميع مناحي عملها، حيث تشمل هذه الأدلة تسيير الإدارة والمالية، والتخطيط الاستراتيجي وحاكمية المجلس والشفافية والمساءلة والتقيد بالقوانين، وعدم التمييز والالتزام بالتنمية الاجتماعية الاقتصادية.وأكد أن المركز سيقوم خلال الفترة القادمة بمأسسة مدونة السلوك، من خلال إطلاق برنامجين في هذا المجال.العديد من ممثلي المؤسسات الأهلية عقبوا على مدونة السلوك من خلال ملاحظات متعددة، تركزت على الثناء على ما ورد فيها، وتقاطعهم مع محتواها وضرورتها في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني، وأهمية وجود مؤسسات مجتمعية قوية تساهم في صمود المجتمع. كما تم تقديم اقتراحات تطويرية على مدونة السلوك من قبل أكثر من مؤسسة على أن يتم التعامل مع هذه الملاحظات في سياق أن مسودة هذه المدونة خاضعة للتعديل بناء على تطور العمل الأهلي ورأي ممثليه. وتلا ذلك، التوقيع على المدونة من قبل المئات من ممثلي مؤسسات العمل الأهلي.

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">